ساحاول التسليط على بعض العلماء العباقرة والذين لم يولد لهم مثيل في التاريخ فيما يخص الرياضيات والفيزياءومنهم العالم الفريد من نوعه البرت انيشتاين.[/size][size=16]اينشتاين
ولد ألبرت اينشتاين، أواخر القرن التاسع عشر في عام 1879 بمدينة "أولم" (Ulm) جنوب ألمانيا وقت أن كانت تدعى الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت آنذاك واحدة من كبريات دول العالم، ولد ألبرت لوالدين يهوديين هما "هيرمان اينشتاين" و"ني بولين كوخ"، لم تستطع الكلمات أن تنفلت من بين شفتيه إلا في وقت متأخر (نسبيا) فقد بدأ النطق في الثالثة من عمره تقريبا، وبدت عليه صعوبة الاستيعاب في سنوات دراسته الأولى وشكا ذلك معلموه في المدرسة بينما والده وعمه رأيا فيه عبقرية سوف ينكشف عنها الغطاء.. ولم يكن لديهما أي دليل على ذلك.. وإنما قال لهما أحد الحاخامات إنه رأى في المنام أن اينشتاين نبي أو كأنه!
واينشتاين كان له ابن. والابن متخلف عقليا. فأودعه أحد المستشفيات في سويسرا ونسيه حتى مات الابن. وقد حاولت أمه والأطباء أن يقنعوه بزيارته ولكنه رفض.
درس انيشتاين في ميونخ إلى الجنوب الشرقي من أولم، ثم انتقل مع والديه إلى إيطاليا بعد أن تكاثرت خسائر والده، درس فترة يسيرة في مدينة ميلانو، وانتقل بعد ها إلى سويسرا ليتم سنوات دراسته الثانوية ثم التحق بالمعهد الاتحادي السويسري للثقافة في مدينة زيوريخ عام 1895.
وفي عام 1896 تخلى ألبرت عن هويته الألمانية وصار بغير جنسية أو انتماء رسمي لدولة بعينها، وعندما تخرج عام 1900 لم يرشح لدخول الجامعة، وبعد عام من هذا التاريخ صار ألبرت اينشتاين مواطنا سويسريا.
التحق ألبرت كـ"مختبِر" بمكتب تسجيل براءات الاختراع السويسري عام 1902، واستغل هذه الفترة وقام بتحضير رسالة الدكتوراه حول أبعاد الجزيئات، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1905 من جامعة زيورخ .
وفي نفس العام (1905) كتب ألبرت اينشتاين مقالاته الأربع التي قلبت موازين الفيزياء التقليدية، دون الرجوع (فيما يبدو) إلى المراجع العلمية المتداولة آنذاك. ويتهم اينشتاين كغيره من العباقرة بأنه سرق هذه النظرية. و سرقها من زوجته اليوغوسلافية التي كانت أستاذة للرياضيات..
ويرى البعض أن اينشتاين لم يكن صاحب السبق في الحديث عن الكثير من المسائل التي أثيرت في مقاله الثالث حول النظرية النسبية الخاصة كتحول المادة إلى طاقة... وقد أشارت مجلة نكساس إلى أن اينشتاين "كان قد كتب رسالة طويلة حول نظرية النسبية الخاصة التي كان اسمها في الواقع (الديناميكا الكهربائية للأجسام المتحركة) في عام 1905، من دون الإشارة إلى أي مرجع. وكانت معظم الأفكار المحورية في هذه الرسالة قد توصل إليها هنريك لورنتس عالم الفيزياء الهولندي الحاصل على جائزة نوبل عام 1902، وجول هنري بوانكاريه، وذلك قبل أن يكتب اينشتاين بحثه المشهور في عام 1905.
عندما كشف اينشتاين عن نظرية النسبية والمعادلة الشهيرة كان موظفا في السجل التجاري في سويسرا وكان فقيرا. وكان كل يوم يسأل صاحبة البيت: الساعة كم من فضلك؟
وكانت تفتح له النافذة وتقول له: يمكنك أن تراها هناك..
ولم يكن يستطيع أن يري الساعة على بعد نصف كيلومتر. وكان يضحك ويقول أنا الذي وضعت ساعة على كل مليمتر في هذا الكون، لا أملك ساعة! وهو يشير إلى نظريته في البعد الرابع أي في وحدة الزمان والمكان ـ الزمكان..فكل شيء له طول وعرض وارتفاع. والبعد الرابع هو الزمن!
وفي عام 1908 منح اينشتاين إجازة التدريس والمحاضرة من "برن" فأقام في برلين. ثم اندلعت الحرب العالمية الأولى وتلى ذلك سقوط الدولة القيصرية في ألمانيا وقيام حكم جمهوري، وبدأ ألبرت اينشتاين كمواطن يهودي يواجه موجة من العقبات في ألمانيا خاصة مع إمساك هتلر بزمام السلطة في عام 1933.
استمرت التغيرات على الساحة الدولية خاصة بعد تنبؤ اينشتاين بأن العلماء الألمان على وشك التوصل إلى تفجير نواة الذرة، وأن نواة الذرة إذا انشطرت فإنها تنتج طاقة لا حدود لها، يمكن أن توظف مدنيا أو حربيا على وجه يقلب موازين العالم العسكرية والسياسية ويكتب للشعوب نصرا أو فناء.
لذلك فقد كانت رسالته إلى فرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت (عام 1939) وتنبيهه إياه إلى ضرورة إسراع الولايات المتحدة بالتوصل إلى تصنيع سلاح نووي، ومن ثم هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940 -عاملا حاسما ترتب عليه تفوق أمريكا إستراتيجيا في حربها ضد اليابان بعد أن تسببت الأخيرة في دخولها الحرب عام 1942 وقلب موازين الصراع على كلا الجانبين الأوربي والآسيوي.
التحق بعد هجرته للعمل بمعهد الدراسات المتقدمة التابع لجامعة برنستون بولاية نيوجيرسي، واستقر في الولايات المتحدة الأمريكية مواطنا أمريكيا محتفظا بجنسيته السويسرية، حتى توفي في عام 1955 بعد أن قضى في هذا العالم 76 عاما .